Sunday, October 5, 2014

الخطوة الاولى ...العمارة والمجتمع

في البدء شكري وتقديري الى الأستاذ (بلال سمير علي) التدريسي في الجامعة التكنولوجية – قسم هندسة العمارة، على ارشادي والهامي لفكرة التدوين الالكتروني وابارك له إصداره كتاب (عمارة مدبلجة – نصوص بين امرين) متمنيا له المزيد من العطاء والنجاح في هذا المجال وفي حياته الشخصية.
          بين العمارة والمجتمع تكمن اغلب الإجابات للتساؤلات والمشاكل التي يطرحها الناقدون على منظري وهواة العمارة.
Architecture cannot be understood without some knowledge of the society it serves”. Sir Hugh Maxwell Casson 1948
ويعتبر البعض العمارة "بانها مرآة لكل لحظة تاريخية" 
“Architecture is the mirror of every historical moment”  Daniele del Nero
كما هو الحال بالنسبة لمحترفي المؤثرات الصورية وهم يعكسون الصور التقليدية والذهنية الى واقع حال تجسيد العمارة. وهذا كامن في مجال اختصاصهم الذي يدرس ادق التفاصيل لتجسيد العمارة ودلالاتها الزمانية والمكانية



هذا الواقع التفت له الكثير من اشهر المعماريين العراقيين المعاصرين ومنهم المعمارية (زها حديد)، اذ قالت في جوابها على سؤال طرح في مقابلة تلفزيونية على قناة ال BBC  عام 2013  انها تمت دعوتها الى تصاميم معمارية وانها استجابت لتلك الدعوات المتكررة بناء على الرغبة المشتركة ولكنها في لقاء سبقه ب 7 سنوات  (بعد حرب 2003) انها تجد ان العراق بحاجة الى بنى تحتية وليس لتصاميم تقدمها هي للعراق وانها قد ترغب بالمشاركة مستقبلا. ذلك الرد يشير الى أهمية الانتباه لواقع حياة المجتمع الذي نصمم له. ومن المعروف ان زها حديد صممت عددا من المشاريع التي اثارت الجدل في دول المنطقة (الخليج والوطن العربي) وصل حد الاتهام بالكفر أحيانا، لكن ثبات المصممة على مبادئها وافكارها التي تطرحها بالإضافة الى التغير الاجتماعي الذي يجري في دول المنطقة جعل نفس تلك الدول تتهافت عليها للحصول على ايقونه يفخرون بها امام دول العالم وصل حتى الى الطلب منها في المشاركة بتصاميم المساجد والمباني الدينية.  أي ان البرجوازية لم تنجح في سياسة عدد كبير من الدول وليس بالضرورة نجاحها في العمارة.  ولكي ننصف المعماريين في أعمالهم لا بد من ان نذكر طبيعة المجتمع المتلقي لنتاجاتهم. وهذا الانصاف لا يبرئ المعماري من وقوعة ضمن مسؤولية اكبر وهو انه يصمم لمجتمع متعدد ومتنوع ليس له هدف ثابت او رؤية موحدة. أي ان التصميم في لمجتمعات متباينة فكريا وثقافيا وحتى اقتصاديا هو أكثر صعوبة من التصميم لمجتمع يحمل رؤيا ونظرة محددة لحاضره ومستقبله القريب على اقل تقدير. وان المثالية التي يطمح لها المعماري قد تصطدم بواقع حال مجتمعات ترغب بأبسط مقومات العمارة الإنسانية. وان خطأ المعماري هو خطأ كارثي قد لا ينتهي الا بحرق النتاج المعماري كما حدثت تاريخيا على يد مستخدميها. وكما أشار اليها الدكتور محمد مكية "خطا المعماري مضر للعمارة والبشرية"






لا بد من المعماريين المحليين ان يصمموا ليس بعيدا عن المجتمع, ولا حتى بعيدا عن البيئة التي ينتمي لها. فالمثالية العقلانية افضل من المثالية العالمية. فلا ينفع المجتمع ان تصمم قصورا يشاهدها فقط وهو لا يملك غرفة وبمواصفات لا إنسانية. وما يحدث الان هو ان المجتمع هم من يقود العمارة في بعض المناطق. اذ ان التجاوز والعشوائيات التي يتم بناءها وتوسعها تتم دون تدخل من المعماري لا في التخطيط ولا في التصميم رغم ان تكلفة البناء محليا قد تعتبر من الأعلى عالميا وان الانطلاق من معالجة هذا الواقع قد يكون خطوة اولى في النهوض بالواقع الحالي.


No comments:

Post a Comment