كيف ستكون عمارة العراق في المستقبل؟
سؤال قد يتهرب من الاجابة عليه اغلب المعماريون، حتى
وان كانوا من اساطين العمارة او من أصحاب القرار في الزمن الماضي او الحاضر. بالتاكيد ليس جهلا، لكن التنبؤ بالمستقبل لا يعتمد على مؤثرات معمارية فقط بل على السياسة - الاقتصاد –
المجتمع – الثقافة، الموارد والمواد، والكثير من المؤثرات الأخرى. لكن الموضوع يبقى بحاجة الى الاهتمام والى التفكير والتخطيط له. خاصة وان المستقبل غائب حاليا عن الخطط الحالية في اغلب مفاصل الحياة المحلية.
تنويه... المقال ادناه ليس
اكاديمي. وليس "استهزاء" بالواقع الحالي كما انه ليس "فتاح فال".
البداية
كانت اثناء التقييم قبل النهائي لمشاريع المرحلة الثانية في قسم هندسة العمارة
والنقاشات عن المعالجات للواجهات النهرية اثار الدكتور مصطفى كامل موضوع الجرأة في
تجسيم مدينة بغداد في لعبة CALL OF DUTY Advanced Warefare التي انتبه
لها اثناء ما كان ابنه يلعبها اول موعد نزولها. كما أشار الى ذكاء المصمم الذي قام
بتصميم المشهد الحضري الذي يصمم للمستقبل الذي قد عملا مشهدا مقنعا للمستقبل
وتحديدا عام 2059.
ومن
المعروف ان بعض الألعاب الالكترونية (المجسمة او الاستراتيجية)، تحمل من الواقع عن
المدن اكثر مما نحمل نحن من العاطفة لتلك المدن. ففي لعبة RED ALERT كان الجيش
العراقي "او الجيوش الإرهابية على خارطة العراق" يحملون التسليح الروسي بالإضافة
الى تقنيات السيارات المفخخة والانتحاريين. رغم اننا حينها لم نعرف يوما كيف تكون
السيارات المفخخة. لكننا الان نعرف حتى نوع السيارة حسب نوع وحجم الصوت المرافق
للانفجار. كما ان الكثير من الأسلحة التي تم صنعها في الألعاب الالكترونية تم
صنعها بالحقيقة بعد ذلك بفترة قصيرة.
هذا
الامر ليس مفارقة، وطالما قرار بناء مدننا ليس مستقلا وليس لدينا السيطرة الكاملة
على الموضوع فلعلنا نجد الجواب في تلك اللعبة. وان عملية شراء وتنصيب اللعبة لايستغرق
الكثير من الوقت. لارى مدينتي في عام 2059
الذي قد لا اراه خلال مدة حياتي المتبقية. وبين متعة اللعب وعقدة المعماريين في
نقل ونقد كل التفاصيل حتى خلال الاستمتاع. ساذكر ادناه ابرز النقاط عن وجدتها في
بغداد المستقبل من النواحي المعمارية وغيرها.
1- الاعمار سيستغرق 45 عام من هذا العام 2014.
2- ان مستقبل بغداد بناء عمودي عالي الارتفاع والمباني الافقية موجودة كما هي
في صورتها الان.
3- استمرار وجود بعض المباني العمودية مثل فندق عشتار ومبنى برج جامعة بغداد. وبعض المباني المحلية
كمباني شارع حيفا.
4- تواجد بعض العناصر التراثية في واجهات المباني ومجاورة لمباني الحداثة
وكثيرة الزجاج.
5- وظيفة المباني المستقبلية ذات طابع اقتصادي واداري.
6- المباني الواطئة تقترب من الواقع الحالي للمباني.
اما النواحي غي المعمارية في اللعبة فهي:
1- توجد اكبر قاعدة عسكرية في العالم ATLAS في بغداد "الجديدة".
2- رؤساء الحرب يستمرون في العراق ويستمر الشحن الحربي.
3- استمرار الحروب مستقبلا في هذه المدن.
4- استمرار الخطف لكن النوعي من قبل مافيات.
5- الاعمار سينسب الى الاميركان وليس للعراقيين.
الترجمة ما يقال في اللعبة: "لا استطيع ان اتخيل ان هذه هي بغداد. قبل فترة قصيرة لم اكن استطيع الخروج من المباني دون ان اتلقى اصابة بطلق. الان هي .... مزدهرة". "شكرا لامريكا"
هذه النقاط والصورة المبينة اعلاه قد تكون إشارة الى
عوامل اقتصادية وسياسية متوفرة في العراق تنبئ بهذا نوع من البناء. او قد تكون
تلميح بالامكانات التي توفرها التعاون مع الدول الكبرى. ولجوار العراق تجارب
كتجربة الاعمار السريع في الكويت والامارات لاحقا، وحتى قطر. وليس بالمصادفة ان
يكون الاعمار مرافق لتواجد قواعد عسكرية ومصالح سياسية او اقتصادية للدول الكبرى.
سؤال اكثر صعوبة: ماذا صنعنا نحن للمسستقبل؟
وما هي نتيجة النقد بلا مقترحات حلول؟
يذكر "فولتير"
ان الحاضر هو الذي يولد المستقبل
It is said
that the present is pregnant with the future.
اما "مارك
ستراند" يشير ان بداية المستقبل هي دائما الان
The future is always beginning now
بينما "اينشتاين"
لا يفكر بالمستقبل لانه سياتي مبكرا
I never think
of the future - it comes soon enough
الجدير بالذكر
ان اينشتاين قد عمل لحاضره كثيرا وليس لديه سبب ان يضيع من وقت تفكيره للمستقبل.
وله الحق بذلك.
الحق ان السؤال أعلاه يتبع قرار سياسي وربما
دولي بمدى رؤية وموافقة الدول الكبرى لهذا المستقبل الا ان هذا لا يعد سببا ليهجر
المثقفين ان يقوموا بمبادرات او حتى تثقيف بأهمية الموضوع "كاضعف
الايمان". هذه المبادرات قد تتضمنها مسابقات او مقترحات او حتى مناهج تدريس.
فهل ستكون بغداد كما في لعبة C.O.D. عام 2059 او كما نريدها نحن متى ما نشاء. علما ان المقترح في اللعبة قد
يكون جيدا وافضل مما اتخيله شخصيا حسب الواقع الحالي. ليس من ناحية التفاصيل المعمارية، لكن من وجهة نظر عمرانية او خدمية.
الفديو ادناه لمزيد من المعلومات عن اللعبة.
ومن ليس لديه الوقت الكافي للمتابعة انصح بمتابعة مايلي:
-
اول دقيقتين للشرح عن وضع بغداد. ويتبعها
تعليمات للتدريب.
-
الدقيقة 9:45 وما بعدها عن جزء من بغداد "الجديدة".
- بعد الدقيقة 20:20 لتوضيح فكرة مقصودة من قبل
المصممي اللعبة
رابط مشاهدة مقطع الفديو للعبة على اليوتويب. وينصح بمشاهدته
https://www.youtube.com/watch?v=LLnbLikrtic
https://www.youtube.com/watch?v=LLnbLikrtic
الشكر الجزيل الى اخي (علي) لتحمله عناء تنصيب اللعبة وتعليمي اياها بوقت مختصر.
No comments:
Post a Comment